مرض السكر هو اضطراب يؤثر على قدرة الجسم في التعامل مع السكر، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. قد تعتري الوالدان مشاعر طاغية، عند تشخيص طفلهم بمرض السكري، وتتجاذب هذه المشاعر بين الخوف والغضب والحرمان والشعور بالقلق بشأن مستقبل وصحة طفلهم. وهذه كلها مشاعر طبيعية، ومتوقعة، حتى يستوعب الوالدان حالة طفلهما وما يعاني منه وكيف يمكن التعامل مع الوضع.
ونسبة لتفشي وخطورة مرض السكري أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة توصية خاصة بالاعتراف بأن السكري مرض مزمن، ومكلف، وتم اختيار 14 نوفمبر يوما عالميا للسكر الذي يصادف مولد فريدريك بانتنج مكتشف الأنسولين تكريما له. مرض السكري هو وباء عالمي، ووفقا للاتحاد الدولي لمرضى السكري، يقدر أن مرض السكري يؤثر حاليا علي 200 مليون شخص في جميع أنحاء العالم وهذا الرقم متوقع أن يقفز إلى 333 مليون بحلول عام 2025. وفي أميركا أظهرت الدراسات أن 19 من كل 100,000 طفل يصابون بمرض السكر سنويا، في حين أن في بريطانيا، هناك 17 من كل 100,000 طفل يصابون بالسكري كل عام.
ويقال أيضا إن 30 مليون شخص في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط متأثرون بمرض السكري. وفي دراسة أجريت في السعودية لتحديد مدى انتشار مرض السكري في الأطفال أقل من 19 عاما، وجد أن 109.5 من كل 100,000 يعانون من مرض السكري. وذكر أيضا أن مرض السكري في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ينتشر بمعدلات مقلقة. وتشير منظمة الصحة العالمية الي أن مرض السكري منتشر في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ويرجع ذلك أساسا إلى العادات الغذائية ونمط الحياة.
كيف يحدث مرض السكر؟
داء السكري يحدث عندما لا تنتج خلايا البنكرياس المتخصصة كميات كافية من هرمون الانسولين. فالانسولين يسمح للجسم بتدوير البروتينات، والدهون، والسكريات الموجودة في الغذاء لبناء أنسجة الجسم، وإنتاج الطاقة وتخزينها.
في الأصحاء، ينتج الانسولين حسب الحاجة لعملية امتصاص الغذاء. ولكن عند المصابين بمرض السكري هناك انخفاض في مستويات الأنسولين أو عدم وجوده على الإطلاق. ولذلك، فإن العناصر الغذائية لا يمكن أن تستخدم من قبل الخلايا لكنها تبقى في الدم. ومن دون مصدر للطاقة، تشعر الخلايا بالجوع.
وفي محاولة لانعاش الخلايا الجائعة يحول الكبد مخزونات الجسم من البروتين والدهون الي سكر. وهذا يؤدي إلى فقدان الوزن والهزال، وذلك لأن العضلات تم تكسيرها ولا تحصل على الطاقة التي تحتاجها. ويحاول الجسم طرد فائض السكر في الدم عن طريق جعل ادرار مزيد من البول. وهذا هو السبب الذي يجعل المصابين بالسكري يتبولون أكثر ويشعرون بالعطش في محاولة لتعويض السوائل المفقودة.
ومن دون الانسولين، تتحول الدهون الي أنواع معينة من الأحماض المعروفة باسم الكيتونز، التي يتخلص منها الجسم أيضا عن طريق البول.
اصبح السكري من النوع الثاني يظهر حاليا حتى بين الأطفال، في عدة بلدان. ففي دراسة أجريت في الكويت ، بين أطفال المدارس شملت 182 مدرسة، وجد أن 34.9 طفل لكل 100,000 مصابون بهذا النوع.
كيف يؤثر الغذاء والنشاط البدني على مستويات السكر في الدم؟
الجلوكوز يعتبر المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم، وهو السكر الذي ينتج من هضم الكربوهيدرات أو الأغذية النشوية مثل المعكرونة، والأرز، والخبز، والبطاطا، والفواكه والحلوى. عند تناول الطعام الذي يحتوي على الجلوكوز، يساعد هرمون الانسولين الجلوكوز الانتقال من الدم إلى الخلايا، حيثما وجدت حاجة إليه. وإذا كان الجسم لا ينتج ما يكفي من الأنسولين أو أنه لا يعمل بشكل سليم، فلن تتم عملية انتقال الجلوكوز من الدم إلى الخلايا، وتزيد نسبة الجلوكوز في الدم. تناول الكثير من الأغذية النشوية سيؤدي إلى ارتفاع معدل السكر في الدم. وفي الوقت نفسه تخفض التدريبات البدنية نسبة الجلوكوز في الدم، على هذا النحو من المهم جدا أن يتغذى طفلك جيدا قبل القيام بأي مجهود بدني.
الاستفسارات: يوميا 09:00 – 21:00 بتوقيت السعودية